اخبار السودان لحظة بلحظة

محمد عبد الماجد يكتب: والبرهان (مندعراً)!!

(1)

والطيب مصطفى رئيس منبر السلام العادل يكتب أمس: (أسأل البرهان لماذا تحرم الناس عن مجرد التعبير عن رايهم بالمخالفة للدستور والقوانين والمواثيق الدولية).
والطيب نفسه الذي يكتب ذلك ويشكى من حرمان الناس من حقهم في (التعبير) يصف رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان بأنه (مندعراً) حينما يقول عنه: (ظل ذلك السؤال يؤرقني ويغض مضجعي كلما رأيت البرهان (مندعراً) خلف الشيوعيين، حامياً لحماهم، ساكتاً عن خرمجتهم، راضخاً ومنصاعاً لإملاءاتهم ، متقبلا لإذاهم واستفزازاتهم، ولم اجد اجابة عند كل المندهشين والمتسائلين مثلي، الأمر الذي أضطرني إلى أن أفزع إلى فكرة أنه ربما كان (مسحوراً) لعلي أخرج من حيرتي ومن ثم أفكر في رقية (كاربة) أسعفه بها ولكن!).
كمان جابت ليها (سحر)!!.
ويذهب الباشمهندس الطيب مصطفى أبعد من ذلك ويشبّه رئيس مجلس السيادة بجميل بثينة (ولهاً وعشقاً) للحزب الشيوعي السوداني حينما يقول: (تذكرت في هذه اللحظة وأنا (ممحن) من الحالة التي تتلبس البرهان أبيات شاعر الغزل جميل بثينة التي تكاد تجعل من البرهان شبيهاً بجميل تتيماً وتعلقاً بالحزب الشيوعي).
بحمد الله وفضل الثورة المجيدة، وقوة العزيز الواحد الجبار وصل أخيراً الطيب مصطفى لمرحلة أن يكون (ممحن)… وأن يصبح البرهان شبيهاً لجميل بثينة.
لا أجد انتصاراً لثورة ديسمبر المجيدة أكثر من هذا الذي جاء به الطيب مصطفى – وهو يفعل كل شيء في حق الحكومة الانتقالية ويمارس أقصى درجات الحرية – الطيب وصف رئيس مجلس السيادة بأنه (مندعراً) وأنه (مسحوراً) وانه يشبه (جميل بثينة) مع كل رتبه العسكرية الرفيعة.
لم يبق للبرهان غير (كابه) العسكري.
الطيب وصف رئيس مجلس الوزراء بأنه (إضينة ساي)، و(دلدول)، ووصف وزيرة التربية والتعليم مع درجاتها العلمية بأنها (ديكة عدة)، ووصف وزير العدل بأنه (نكرة)، ووصف وزير الإرشاد والأوقاف الدينية بأنه (جهلول).. الطيب وصف عضو لجنة إزالة التمكين الدكتور صلاح مناع بأنه (قزم)… ووصف عضوية الحزب الشيوعي السوداني بالكفرة والخونة والمارقين.
وقبل ذلك كان الطيب مصطفى في العهد البائد عندما ينتقد وكيل في وزارة العدل بالمستندات والقول اللين، تصادر أدواته الصحفية وتوقف صحيفته وتعتقل كل أسرة التحرير.
هل يبحث الطيب مصطفى عن (حريات) أكثر من تلك التى يثبتها لنا بنفسه الآن؟.
والله لو اني كتبت الف مقال لما وصلت لهذه النتيجة التى وصل لها المهندس الطيب مصطفى وأكد فيها انتصار الثورة بأن صار (ممحن).
(2)
عندما كان نلعب كرة القدم في روابط شندي – كنا عندما نخسر 0 / 1 نرد ذلك لسوء الحظ.
وعندما كنا نخسر 0 / 2 كنا نرد ذلك إلى سوء أرضية الملعب.
وعندما نخسر 0 / 3 كنا عندما نعود إلى غرف الملابس نرد الخسارة إلى الملعون (حكم المباراة).
أما عندما نخسر 0 / 7 فإن (الكوتش) كان يخرج علينا ببدلة تدريبه (المخرّمة) بعد أن يكون فقد كل المنطق ليقول لنا إن الكرة (مربطة)، وأن هذه النتيجة العريضة التي خسرنا بها كانت بسبب (السحر)، وعمل (الأناطين).
لتأكيد ذلك كان (حارس المرمى) يقف بيننا ليقول لنا انه كان يرى (الكرة) عندما تصوب نحو مرماه (كديسة).
كل خسائرنا في كرة القدم نردها لعوامل (خارجية)، نرفض بعدها الاعتراف بالضعف والأخطاء التى وقعنا فيها اثناء سير المباراة.
الطيب مصطفى وصل الآن لتلك المرحلة التي أصبح يرى فيها الكرة (كديسة) – وهذا انتصاراً أخراً للثورة – والإنسان عندما يعجز عن تفسير الأشياء الخارقة التي يراها في حياته يردها إلى (السحر).
وقد صرح الطيب مصطفى أن (البرهان) في حاجة إلى (رقية) لأنه في زمن (الكورونا) أغلق كباري الخرطوم … أما اغلاق المساجد الذي تحدث عنه الطيب مصطفى فهذا شيئاً لم نراه إلّا في عمود الطيب مصطفى… وأن كان استعمال منابر الدين لأهواء الدنيا وللإغراض السياسية أمر مرفوض وغير مقبول.
30 سنة ظلت المعارضة والشعب يكافح ويناهض حكومة البشير بعيدا عن (المساجد)، لماذا الآن تريدون أن تدخلوا (مساجد الله) في السياسة لتفسدوا فيها بالمعارضة كما افسدتم بها عندما حكمتم باسمها؟.
المعارضة باسم (الدين) والكفاح بـ (الرقية)، و(ما لدنيا قد عملنا) أمر يدخل قيم الدين وسماحاته العليا في مآرب النظام البائد وملاهي الدنيا الزائلة – ونحن نتعجب ونقول إن (الرقية) لم تطلبوها للبشير الذي أباد (شعب) دارفور وكان يبحث عن إبادة نصف الشعب بعد اعتصام 11 ابريل، أتطلبوها للبرهان الآن؟.
حتى (الرقية) تبذلونها لمباهج الحياة وفتح الكباري.
الرقية يحتاجها من دخل للسجن حبيساً – لا من يقود مجلس السيادة في حكومة الثورة.
(3)
نقول للطيب مصطفى ونلفت نظره إلى أن حكومة الإنقاذ لم يسقطها الحزب الشيوعي هذا شرف لا يدعيه الحزب الشيوعي ولا يطوله … حكومة الإنقاذ سقطت لأنها خالفت (الدين) ولأنها أفسدت بإسم (الإسلام)، ولأنها استغلت (المساجد) متاجراً تفعل فيها ما تشاء من أجل الحياة الدنيا.
أنظر إلى سوء الخاتمة التي إنتهى عليها قيادات النظام البائد بعد (30) سنة كانوا فيها يحكمون البلاد – لو قدموا فيها (شق تمرة) لآخرتهم لما كانت نهاياتهم بهذا السوء.
الله لا يرضى لعباده الخُلص تلك النهايات البائسة إن كانوا صادقين في الشعارات التى كانوا يرفعونها.
ألم يدعو البشير مرة؟ وهو يصوم الخميس والاثنين ويصلي الفجر حاضراً في مجلس القيادة ويقول: اللهم أعوذ بك من سوء الخاتمة.
أليس فيكم رجل رشيد؟ – رفع يده للسماء خالصاً ومؤمناً بهذا الدعاء طوال فترة حكم الإنقاذ.
أتبحثون الآن الخلاص من (البرهان)؟، والأمر كله عند الله سبحانه وتعالى.
هرب زين العابدين بن علي بعد سقوط نظامه في تونس وإنتهى به المطاف (منفيّا) في الأراضي المقدسة، ومات هناك في منتهى الهدوء.
وبقي محمد حسني مبارك بعيداً عن (الذلة) بعد تنحيه، ومات هادئاً، وقتل القذافي قبل أن يشاهد مآلات الثورة في بلاده.
وقبل ذلك أعدم صدام حسين في مشهد (بطولي) يحسب له.
حدث ذلك لكل قيادات الأنظمة الفاسدة والمستبدة في المنطقة العربية عدا حكومة الإنقاذ التي تتوزع قياداتها بين السجون والهروب، والدخول والخروج إلى ساحات المحاكم.
الآن ينازع البشير في رفضه لزي (السجون)، بعد أن كان يدعي أنه (أسد أفريقيا) وكان يقول (أي قرد يطلع جبله)، وكان يهدد الشعب بإبادة نصفه.
هذه الصور وتلك النهايات لا يمكن أن تحدث لقيادات كانت تخاف الله، وتعمل من أجل الإسلام.
خرج سيدنا يونس من بطن الحوت وأخرجه الله سبحانه وتعالى من ظلمات البحر وقال تعالى في ذلك: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)، والله سبحانه وتعالى ينجي (المؤمنين) إن كانوا من عباده الصادقين (فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون).
الامر لم يكن قصراً على سيدنا يونس وهو من المرسلين ، وإنما رحمة الله وعفوه شملت حتى الطاغية (فرعون) الذي بلغ من الكفر والإلحاد قوله في الآية الكريمة (أَنَا رَبّكُمْ الْأَعْلَى) مع ذلك فقد قال عنه سبحانه وتعالي: (فَاْليَوْمَ نُنَجِّيْكَ بِبَدَنِكَ).
لو كان نظام الانقاذ يطبّق نصف شعارات الاسلام التى كان يرفعها او كان يطبق شيئاً واحداً منها لما كانت خاتمتهم بتلك الفاحشة.
ماذا فعلتم للإسلام وأنتم تحكمون بإسمه؟ ، حتى تعارضون بإسمه الآن.
إننا لم نعرف عنهم غير (التحلل) و(علاوة الزوجة الثانية) و(99) قطعة أرض وتحرش (دبلوماسي) على أعلى مستويات الدولة.
(4)
بغم /
الدكتور صلاح مناع عضو لجنة إزالة التمكين – تحية طيبة وبعد / لا تصبح مثل (لاعب الكرة) الذي عندما يفشل في التسجيل في مرمى (الخصم) يسجل في مرمى (فريقه).
لا تبحث عن بطولات (شخصية)، ومجد (ذاتي)، وتطلق (تغريدات) من أجل الوجود والظهور و(العنترية).
يا صلاح لا تجعل الفرق بين صلاح مناع وصلاح قوش في الإسم الثاني فقط!!.
هذه الحكومة لا نخشى عليها من نيران (العدو)، وإنما نخشى عليها من (النيران الصديقة).

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اترك رد