اخبار السودان لحظة بلحظة

الذكرى الأولى لفض الاعتصام: أرواح اليافعين تحلق في سماء الميدان

العام سريعا كما الأحداث الجسام التي خلفها وكان السودانيون على موعد مع ذكرى اليمة أعادت إلى الاذهان تفاصيل مأساة كان مسرحها محيط القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة عندما قامت مجموعة من القوات قوامها عدة الاف بفض اعتصام الثوار أمام قيادة الجيش الذي لجاءوا اليه ظنا منهم أنه سيكون ملاذهم اﻵمن من غدر بقايا أمن نظام البشير وكتائب ظله ولكنهم تعرضوا للغدر والخيانة من الجهات التي كانيفترض بها حمايتهم فكان هجوم القوات على المعتصمين في خواتيم شهر رمضان الكريم فأعملوا فيهم قتلاً وسحلاَ وتعذيباً واغتصاباً فلم يراعوا حرمة الشهر الكريم ولا فرحة العيد التي كانت على الأبواب وهاهي الذكرى تعود اليوم وكأن أرواح أولئك اليافعين تحلق اﻵن في ميدان القيادة العامة للجبش.

 

كان المعتدون على الاعتصام يؤدون مهمتهم الني كلفوا بها بانتقام وغل وحقد ما بعده حقد وبحسب الفيديوهات المتداولة والتي صورت عملية الفض كانت القوات محملة بالبنادق والهروات حيال شباب أعزل لا يحملون إﻻ ذواتهم النقية وحرصهم على ثورتهم كسلاح ، وقد تنوعت أساليب العنف من قبل القوات المعتديةعلى الثوار حتى حوادث القتل تنوعت هي الأخرى ، كان صباحا داميا شهد أقصى فظائع يمكن أن تراها العبن.

 

وبالنسبة لإحياء ذكرى هذا اليوم فقد نشطت لجان المقاومة وتجمعات المهنيين في كل القطاعات وشباب الثورة بكل ولايات السودان منذ الصباح الباكر في طرقات المدن والقرى والأحياء بحملون الاعلام وصور الشهداء واللافتات التي تنادي بالقصاص للشهداء ، خاصة العاصمة الخرطوم التي شهدت تجمعات كبيرة في الأحياء في الطرقات الرئيسية في العاصمة المثلثة غي كل من الخرطوم وبحري وأم درمان .

وفي خطابه الذي القاه للشعب السوداني بمناسبة الذكرى الأولى لفص اعتصام القيادة العامة شدد رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك على أن تحقيق العدالة الشاملة والقصاص لأرواح شهدائنا الابطال في مجزرة فض الاعتصام، وفي جريمة الثامن و العاشر من رمضان التي سبقتها و للجرحى والمفقودين، هي خطوة لا مناص ولا تراجع عنها، وانها ضرورية للغاية من اجل بناء سودان العدالة وسيادة حكم القانون.

وأكد حمدوك أن الدم السوداني غالي و واحد، وانه لابد من الكشف عن المجرمين الحقيقيين وراء جريمة فض الإعتصام ومحاسبتهم.

وأضاف اننا في انتظار اكتمال اعمال لجنة التحقيق المستقلة والتي سيتبعها تقديم كل من يثبت توجيه الاتهام ضده بالمشاركة في مجزرة فض الاعتصام لمحاكمات عادلة وعلنية.

ومن جهتها قالت “هيومن رايتس ووتش” إن الحكومة الانتقالية السودانية لم تُحقّق العدالة بعد للضحايا والأسر، بعد عام من مقتل أكثر من 120 شخصا وإصابة المئات وإساءة معاملتهم في هجوم عنيف على المتظاهرين في الخرطوم. ولفتت المنظمة إلى أن لجنة التحقيق الحكومية ستقدم نتائجها إلى النائب العام في الأسابيع المقبلة. وتابعت بالقول على السلطات أن تضمن نشر النتائج وتزويد النيابة العامة بالموارد اللازمة لمتابعتها، بما فيه توجيه الاتهامات إلى المسؤولين في أعلى المستويات.

وقالت جيهان هنري، مديرة قسم شرق أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “بعد مضي عام، تلقى ضحايا الحملة الدموية الكثير من الوعود لكنهم لم يروا بعد أي شكل للمساءلة. وينبغي نشر التقرير النهائي للجنة لضمان الشفافية الكاملة. يتعيّن على مكتب النائب العام ملاحقة المسؤولين، حتى لو كانوا أعضاء في المجلس السيادي .

أما الحزب الجمهوري فقد حيا الشهداء الذين خضبوا بدمائهم الذكية أرض السودان كما حيا المفقودين مؤكدا أن شمس السودان لن تغيب وأن شباب الثورة والشعب السوداني لن يسمحوا لما أسماه المسخ الذي شوه وجه السودان النبيل أن يعود من جديد وأبدى الحزب أسفه على مرور عام والقتلة وقادة عهد البغي بسرحون وبتطاولون على ثورة الشعب.
وكانَ تجمُّع المهنيين السُّودانيين، قد خاطب مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء الانتقالي رسمياً لإعلان يوم 3 يونيو المُقبل يوماً للحِداد الوطني وتنكيس الأعلام بجميع المَقَرّات الرسمية وغير الرسمية داخل السودان ومُمثلياتنا في جميع أنحاء العالم، حِداداً على شُهداء مجزرة فَضّ الاعتصام أمام القيادة العامة بالعاصمة وميادين الاعتصام بالأقاليم، في 3 يونيو 2019، وفي انتظار استجابتهم بهذا الشأن.إلا أن الجهتين لم تستجيبا للطلب.

ويرى القيادي السابق في تجمع المهنبين السودانيين محمد الأمين عبد العزيز في حديثه ل (الوطن ) أن الشارع لن ينتظر الحكومة أكثر من ذلك وأنه حالما انقضت جائحة كورونا فسيكون للشارع رأي آخر . وأرسل رسالة للجنة التحقيق طالبهم من خلالها بسرعة الكشف عن النتائج في جريمة فض الاعتصام .
وفي رسالته لرئبس الوزراء قال القيادي السابق بتجمع المهنيين كان من المتوقع أن يتم إعلان هذا اليوم كيوم للحداد بحسب النداء الذي وجهه التجمع لرئاسة الوزراء ومجلس السيادة لكن لم يحدث ذلك ويرى الأمين أن عدم استجابة حمدوك لمطلب تجمع المهنيين ربما يعود إلى أن النداء جاء من تجمع المهنيين بشكله الجديد والذي لايجد الدعم من حمدوك وأن رئيس الوزراء يرى أن السكرتارية القديمة للتجمع هي التي أتت به.

تقرير :محمد حسيب
صحيفة الوطن

اترك رد